التغيّر المناخيّ يُجفّف أنهار الألب الجليديّة
لا تزال تداعيات التغيّر المناخيّ ترخي بثقلها على مناطق كثيرة من العالم. والتداعيات متسارعة إلى درجة أنه بات بالإمكان معاينتها بشكل مباشر.
في هذا الإطار، تلفت صحيفة “فايننشال تايمس” النظر إلى أنه في صيف 2022، تيتّم نهر “سيكس روج” الجليدي في سويسرا بعدما انفصل عن أبيه الأكبر الذي ارتبط به لآلاف السنين.
غطت ثلاثة أمتار من الجليد المنطقة السفلى من نتوء في أعالي جبال الألب حيث تسلل عبرها لسان ثلجي ضخم من نهر تسانفلورون الجليدي طوال 5 آلاف عام. لكن في يوم مشمس من الأسبوع الأسبوع فتح طريق مخفي بينهما.
وقال الرئيس التنفيذي لمنتجع التزلج “غلاسييه 3000” برنهارد تشانن إن هذه السنة كانت “درامية”.
وأضاف أن المنتجع فقد كمية من الجليد هذه السنة أكبر بثلاث مرات من معدل السنوات العشر الماضية.
كان تأثير الصيف المتطرف واضحاً بشكل كبير على سلسلة الجبال السويسرية التي تعلو 3 آلاف متر عن سطح البحر.
الأنهار الجليدية حول العالم هي تحت التهديد لكن عملية الذوبان كانت الأوضح في أوروبا وبالتحديد في الألب.
قال تشانن إنه رأى تغيرات راديكالية في السنوات الخمس عشرة التي عمل فيها على القمم. اعتاد أن يرى الكثير من الجليد الذي غطى الجبال.
وقال عالم الجليديات في جامعة زوريخ البحثية دانيال فارينوتي إن هذه السنة كانت “الأسوأ حتماً” بالنسبة إلى الانحسار الجليدي.
لقد كان معدل درجات الحرارة في سويسرا أعلى بـ0.4 درجات مئوية من الرقم القياسي المسجل في 2021 وفقاً لبرنامج “كوبرنيكوس” لمراقبة الأرض والتابع للاتحاد الأوروبي.
فقدت الأنهار الجليدية نصف كتلتها منذ الثلاثينات بحسب دراسة مشتركة بين الجامعة نفسها والمعهد الفيديرالي السويسري لأبحاث الغابات والثلوج. وقال فارينوتي إن الأضرار التي تقع لا عودة فيها إلى الوراء. لقد كانت موجة الحر في هذا الصيف مؤثرة بالتحديد لأنها أعقبت شتاء جافاً غير اعتيادي.
مع تساقط أقل للثلوج في الشتاء، تعرض الجليد للشمس مباشرة في أواخر الربيع.
وقال رئيس إدارة المياه والأرض في الاتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة جيمس دالتون إنه إذا قارن المشككون ما حصل للأنهار الجليدية مع ما كانت عليه قبل 50 و 60 عاماً فسيكون هنالك تشكيك أقل بأن ما يحدث هو تغير مناخي مدفوع بالنشاطات البشرية.
وأضاف أن هذا الجليد لن يعود حتى لو تتالت خمسة أو عشرة أعوام باردة.